الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
فإذا انسلخ الأشهر الحرم أمره أن يضع السيف فيمن عاهد، إن لم يدخلوا في الإسلام، ونقض ما سمي لهم من العهد والميثاق، وأذهب الشرط الأوّل {إِلاَّ الذين عاهدتم عِندَ المسجد الحرام} يعني: أهل مكة.وأخرج النحاس، عنه، نحو هذا، وقال: ولم يعاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا أحدًا.وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والنحاس، عن الزهري {فَسِيحُواْ في الأرض أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} قال: نزلت في شوّال فهي الأربعة أشهر: شوّال، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرّم.وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد، في قوله: {وَأَذَانٌ مّنَ الله وَرَسُولِهِ} قال: هو إعلام من الله ورسوله.وأخرج الترمذي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن عليّ قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحجّ الأكبر، فقال: يوم النحر.وأخرجه ابن أبي شيبة، والترمذي، وأبو الشيخ، عنه، من قوله.وأخرج أبو داود، والنسائي، والحاكم وصححه، عن عبد الله بن قرط، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم الفرّ» وأخرج ابن مردويه، عن ابن أبي أوفى، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يوم الأضحى هذا يوم الحج الأكبر» وأخرج البخاري تعليقًا، وأبو داود، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال: «أيّ يوم» هذا؟ قالوا: يوم النحر، قال: «هذا يوم الحجّ الأكبر» وأخرج البخاري ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن مردويه، عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر: يوم النحر، والحج الأكبر: الحجّ؛ وإنما قيل الأكبر: من أجل قول الناس الحجّ الأصغر، فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام، فلم يحجّ عام حجة الوداع التي حجّ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرك، وأنزل الله في العالم الذي نبذ فيه أبو بكر إلى المشركين: {يا أيها الذين ءامَنُواْ إِنَّمَا المشركون نَجَسٌ} [التوبة: 28] الآية.وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زمن الفتح: «إن هذا عام الحج الأكبر، قال: اجتمع حجّ المسلمين وحجّ المشركين في ثلاثة أيام متتابعات، واجتمع النصارى واليهود في ثلاثة أيام متتابعات؛ فاجتمع حجّ المسلمين والمشركين والنصارى واليهود في ستة أيام متتابعات، ولم يجتمع منذ خلق السموات والأرض كذلك قبل العام، ولا يجتمع بعد العام حتى تقوم الساعة» وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن الحسن، أنه سئل عن يوم الحج الأكبر فقال: مالكم وللحج الأكبر؟ ذاك عام حجّ فيه أبو بكر، استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج بالناس، واجتمع فيه المسلمون والمشركون، فلذلك سمي الحج الأكبر، ووافق عيد اليهود والنصارى.وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن المسيب، قال: الحجّ الأكبر: اليوم الثاني من يوم النحر، ألم تر أن الإمام يخطب فيه.وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن المسور بن مخرمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم عرفة: «هذا يوم الحجّ الأكبر» وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن عمر بن الخطاب، قال: الحج الأكبر يوم عرفة.وأخرج ابن جرير، عن أبي الصهباء البكري قال: سألت عليّ بن أبي طالب عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم عرفة.وأخرج أبو عبيدة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن ابن عباس، قال: إن يوم عرفة يوم الحج الأكبر.وأخرج ابن جرير عن الزبير نحوه.ولا يخفاك أن الأحاديث الواردة في كون يوم النحر: هو يوم الحج الأكبر، هي ثابتة في الصحيحين، وغيرهم من طرق، فلا تقوى لمعارضتها هذه الروايات المصرّحة بأنه يوم عرفة.وأخرج ابن أبي شيبة، عن الشعبي، أنه سئل: هذا الحج الأكبر، فما الحج الأصغر؟ قال: عمرة في رمضان.وأخرج ابن أبي شيبة، عن ابن إسحاق، قال: سألت عبد الله بن شدّاد عن الحج الأكبر فقال: الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأصغر: العمرة.وأخرج ابن أبي شيبة، عن مجاهد نحوه.وأخرج ابن أبي حاتم، عن محمد ابن مسعود، قال: سئل سفيان بن عيينة عن البشارة تكون في المكروه فقال: ألم تسمع قوله: {وَبَشّرِ الذين كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}. اهـ.
.التفسير المأثور: قال السيوطي:{وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {وأذان من الله ورسوله} قال: هو إعلام من الله ورسوله.وأخرج ابن أبي حاتم عن حكيم بن حميد رضي الله عنه قال: قال لي علي بن الحسين: أن لعلي في كتاب الله اسمًا ولكن لا يعرفونه. قلت: ما هو؟ قال: ألم تسمع قول الله: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} هو والله الأذان.وأخرج الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر؟ فقال: «يوم النحر».وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه قال: يوم الحج الأكبر يوم النحر.وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن علي رضي الله عنه قال «أربع حفظتهن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن الصلاة الوسطى العصر، وإن الحج الأكبر يوم النحر، وإن أدبار السجود الركعتان بعد المغرب، وإن أدبار النجوم الركعتان قبل صلاة الفجر».وأخرج الترمذي وابن مردويه عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه. أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ قال «أي يوم أحرم، أي يوم أحرم، أي يوم أحرم؟ فقال الناس: يوم الحج الأكبر يا رسول الله».وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن عبد الله بن قرط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعظم الأيام عند الله أيام النحر يوم القر».وأخرج ابن مردويه عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: «يوم الأضحى هذا يوم الحج الأكبر».وأخرج البخاري تعليقًا وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال: «أي يوم هذا؟» قالوا: يوم النحر. قال: «هذا يوم الحج الأكبر».وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأكبر الحج، وإنما قيل الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر، فنبذ أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس في ذلك العام فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرك، وأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس} [التوبة: 28] الآية.وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عباس قال: الحج الأكبر يوم النحر.وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير عن المغيرة بن شعبة. أنه خطب يوم الأضحى فقال: اليوم النحر، واليوم الحج الأكبر.وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: الحج الأكبر: يوم النحر.وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: الحجر الأكبر: يوم النحر.وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: الحج الأكبر: يوم النحر يوضع فيه الشعر، ويراق فيه الدم، وتحل فيه الحرم.وأخرج الطبراني وابن مردويه عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يوم الحج الأكبر يوم حج أبو بكر رضي الله عنه بالناس».وأخرج ابن مردويه عن سمرة رضي الله عنه في قوله: {يوم الحج الأكبر} قال: كان عام حج فيه المسلمون والمشركون في ثلاثة أيام، واليهود والنصارى في ثلاثة أيام، فاتفق حج المسلمين والمشركين واليهود والنصارى في ستة أيام.وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عون رضي الله عنه قال: سألت محمدًا عن يوم الحج الأكبر؟ قال: كان يوم وافق فيه حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وحج أهل الملل.وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زمن الفتح: «إنه عام الحج الأكبر. قال: اجتمع حج المسلمين وحج المشركين في ثلاثة أيام متتابعات، فاجتمع حج المسلمين والمشركين والنصارى واليهود في ثلاثة أيام متتابعات، ولم يجتمع منذ خلق الله السموات والأرض كذلك قبل العام، ولا يجتمع بعد العام حتى تقوم الساعة».وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه. أنه سئل عن الحج الأكبر؟ فقال: ما لكم وللحج الأكبر؟ ذاك عام حج فيه أبو بكر رضي الله عنه، استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج بالناس، واجتمع فيه المسلمون والمشركون فلذلك سمي الحج الأكبر، ووافق عيد اليهود والنصارى.وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: الحج الأكبر اليوم الثاني من يوم النحر، ألم تر أن الإِمام يخطب فيه.وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم عرفة: «هذا يوم الحج الأكبر».وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: الحج الأكبر يوم عرفة.وأخرج ابن جرير عن أبي الصهباء البكري قال: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن يوم الحج الأكبر؟ فقال: يوم عرفة.وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن يوم عرفة يوم الحج الأكبر، يوم المباهاة يباهي الله ملائكته في السماء بأهل الأرض، يقول: «جاءوني شعثًا غبرا، آمنوا بي ولم يروني وعزتي لأغفرن لهم».وأخرج ابن جرير عن معقل بن داود قال سمعت ابن الزبير يقول يوم عرفة: هذا يوم الحج الأكبر.وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي. أنه سئل هذا الحج الأكبر فما الحج الأصغر؟ قال: عمرة في رمضان.وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي إسحاق رضي الله عنه قال: سألت عبد الله بن شداد رضي الله عنه عن الحج الأكبر فقال: الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأصغر العمرة.وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال: كان يقال: العمرة هي الحجة الصغرى.وأخرج ابن أبي حاتم عن أبو خيوة رضي الله عنه في قوله: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} قال: برئ رسوله صلى الله عليه وسلم.وأخرج أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتاب الوقف والابتداء وابن عساكر في تاريخه عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال: قدم اعرابي في زمان عمر رضي الله عنه فقال: من يُقرئني ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم؟ فاقرأه رجل فقال: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} بالجر فقال الأعرابي: أقد برئ الله من رسوله؟ إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه. فبلغ عمر مقالة الأعرابي، فدعاه فقال: يا أعرابي أتبرأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن، فسألت من يقرئني؟ فاقرأني هذه سورة براءة. فقال: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} فقلت: إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه. فقال عمر رضي الله عنه: ليس هكذا يا أعرابي. قال: فكيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: {أن الله بريء من المشركين ورسولُهُ} فقال الأعرابي: وأنا والله أبرأ مما ما برئ الله ورسوله منه. فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا يقرئ الناس إلا عالم باللغة، وأمر أبا الأسود رضي الله عنه فوضع النحو.وأخرج ابن الأنباري عن عباد المهلبي قال: سمع أبو الأسود الدؤلي رجلًا يقرأ {أن الله بريء من المشركين ورسوله} بالجر فقال: لا أظنني يسعني إلا أن أضع شيئًا يصلح به لحن هذا أو كلامًا هذا معناه.أما قوله تعالى: {وبشر الذين كفروا بعذاب أليم}.وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن مسهر قال: سئل سفيان بن عينية عن البشارة أتكون في المكروه؟ قال: ألم تسمع قوله تعالى: {وبشر الذين كفروا بعذاب أليم}. اهـ.
|